إن الأسباب المؤدية الىالاعاقة كثيرة ومتنوعة وتنقسم الى العوامل والاسباب المؤدية الى الاعاقة الى قسمين رئيسيين
اولهما : العوامل الوراثية
ثانيهما : العوامل البيئية التى يتعرض لها الفرد خلال حياته
الاسباب الوراثية:
حيث تتم وراثة العجز عن طريق جينات سائدة او متنحية تنتقل الى الطفل من والديه واجداده او من احدهما الى الجنين واحتمالات ظهورها فى زواج الاقارب كما ان هناك ما يسمى بالشذوذ الوراثى بمعنى ان الطفل قد يصاب بالاعاقة التى منها والداه ولكن بسبب انفصال خصائص وراثية شاذة تؤدى الى اضطرابات فى التمثيل الغذائى فى خلايا الجسم وتنقسم هذه الخصائص الوراثية الشاذة الى نوعين احدهما شذوذ فى الكروموسومات وعملها وثانيهما شذوذ فى الجينات
كما تنتج الاعاقة من عدم وجود مناعة ضد الامراض او النقص البين فى وزن الطفل الوليد دون وزن كيلو ونصف جرام او عدم الاكتمال فى النضج بعض الاعضاء لدى الوليد وقد تؤدى هذه الظواهر الناجمة عن العوامل الوراثية الى كون الاطفال عرضة لمخاطر الاعاقة بدرجة عالية وتعزى كثير من اسباب الضعف والتخلف العقلى الى عوامل وراثية تبلغ فى المتوسط حوالى 80%من حالات الأمراض العقلية عند الأطفال
الأسباب البيئية:
تنقسم الأسباب البيئية الى ثلاثة اقسام
1- اسباب ما قبل ولادة الطفل مثل تعرض الجنين للعدوى الفيروسية او البكتيرية كالجدرى والنكاف والتهاب الكبد الوبائى والحصبة الألمانية والزهرى كذلك تعرض الجنين للاشعاعات أو الاستعمال السئ للأدوية والتدخين كما ان سن الأم الحامل له علاقة بإحتمالية حدوث الاعاقة وخاصة صغار السن وكبار السن وكثرة الحمل المتعاقب للامهات مع سوء التغذية وانعدام الرعاية أثناء الحمل قد تفسح المجال لولدات مشوهة
2- اسباب اثناء الولادة :كالولادة العسرة التى تعرض الطفل للاصابة فى الجهاز العصبى وايضا وضع المشيمة قد يؤدى الى اختناق الجنين واستخدام الجفت فى الولادة يؤدى الى اصابة دماغ الطفل بالاضافة إلى الامراض المرتبطة بالولادة وسوء التغذية وخاصة بالنسبة للاطفال الصغار يعد عاملا من عوامل التعرض للاعاقة كالاصابة بالكساح وضعف البصر والتعرض للمرض بصورة عامة
3- اسباب ما بعد الولادة:إن التأخر فى إكتشاف حالات الاطفال المصابين ببعض الاعاقات لايعنى ان الاسباب البيولوجية للاعاقة حدثت بعد الميلاد وإذا لم تتم التعرف على الحالة قبل الميلاد وإذا لم بتم التعرف على الحالة قبل الميلاد او اثناء الولادة على ان هناك حالات تحدث بعد الميلاد ويكون لها نتائج حتمية ربما ينتج عنها وفاة الطفلووفقا لتقديرات صندوق رعاية الطفولة لهيئة الامم المتحدة فان عدد الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية فى البروتين يناهز العشرة ملايين اما مجموع ضحايا سوء التغذية فى العالم فيقدر بمائة مليون نسمة
وتنقسم الاعاقة العقلية الى قسمين رئيسيين حسب الاسباب المؤدية لهذه الإعاقة
أ- اعاقة عقلية اكلينيكية
ب- اعاقة عقلية إجتماعية نفسية ثقافية إقتصادية
*الاعاقة العقلية الاكلينيكية
تتراوح درجة الذكاء فى حالة الاعاقة العقلية الاكلينيكية من الدرجة المتوسطة الى الشديدة او العميقة اى اقل من 54% ويمكن ان يشخص هذا النوع من التخلف العقلى منذ لحظة الميلاد او فى السنوات الاولى من حياة الطفل حيث تظهر عيوب جسمانية مع اعراض عصبية تشنجية ,كما ان القدرة العقلية والانفعالية للمعاقين عقليا من النوع الاكلينيكى يمكن ان تتاثر بنوع ومستوى العناية والرعاية التربوية والنفسية والاجتماعية التى يخضعون لها
اسباب الاعاقة العقلية الاكلينيكية ترجع الى:
1- اعاقة عقلية اولية
2- اعاقة عقلية ثانوية
الاعاقة العقلية الاولية
ترجع الى عوامل داخلية وراثية وهى من اكثر الاسباب المؤدية للاعاقة العقلية الاكلينيكية حيث تشمل حوالى 80%من نسبة الحالات وينتج عن عوامل وراثية ترجع الى اختلاف فى الكروموزومات
الاعاقة العقلية الثانوية
ترجع الى اسباب خارجية مكتسبة وتمثل حوالى 20% من حالات الاعاقة العقلية الاكلينيكية وترجع سببها الى اضطرابات خارجية وبيئية نلبعة من الظروف المحيطة بالطفل بالطفل وليس الى عوامل وراثية مثل :
الاصابات والحوادث والامراض التى تحدث من لحظة الحمل او تكوين الجنين الى عمر 18 سنة
وتنقسم اسبابها الى:
- اسباب قبل الولادة
- اسباب اثناء الولادة
- اسباب بعد الولادة
* اعاقة عقلية اجتماعية نفسية ثقافية اقتصادية
تتعدد العوامل البيئية غير البيلوجية والمسببة للاعاقة العقلية فالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والانفعالية والثقافية تلعب دورا خطيرا فى حياة الاطفال وتؤثر على نموهم العقلى
1- العوامل الاجتماعية
يعتمد التطور الذهنى للاطفال الصغار على وجود من بينهم من الكبار او الاطفال الاخرين وسوف يكون التنبيه اكثر فاعلية اذا كون الطفل علاقات بالثقة مع المحيطين به من الناس الحاسين لاحتياجاته وقد يؤدى انعدام مثل هذه الغلاقات الى الاعاقة العقلية الخفيفة ولاسيما عند الطفل الضعيف وراثيا ويزداد احتمال حدوث هذا الوضع عندما يجتمع عدد من العوامل المناوئة فى بيئة الطفل وتشتمل هذه العوامل على:
1- الفقر ان الاباء الذين يعانون من شظف العيش ماديا لن يكون لديهم الوقت الذى يخصصونه لاحتياجات اطفالهم
2- الاسر كبيرة الحجم ينطوى وجود عدد كبير من الاطفال على احتمال ان احدا منهم او اكثر قد لا يلقى العناية الكفاية وقد لا يكون ذلك صحيحا للاسر الموسعة حيث يتقاسم الكبار رعاية الاطفال
3- مرض احد الابوين او كلاهما مرضا بدنيا او عقليا
4- الولادات المتقاربة
5- الاكتظاظ
6- ضعف المستوى التعلمى للابوين
7- النمو فى دور الايتام او مؤسسات اخرى متدهورة المستوى فى رعاية الاطفال
ومن المحتمل ان تتواجد الكثير من العوامل مجتمعة فى الاسر التى تعيش فى ظروف اجتماعية متواضعة او فى الاحياء الفقيرة من المدن الكبيرة وبذلك نجد ان هناك علاقة عكسية بين المستوى الاجتماعى وحدوث الاعاقة العقلية الخفيفة حيث يقل حدوث هذه الحالة فى اطفال الطبقة المتوسطة بينما تكون متوطنة بين السكان فى الناطق التى تحيا فيها اكثرية العائلات فى ظروف شديدة الازدحام قريبة من حدود الكفاف
ويمكن القول ان افتقاد الطفل للبيئة الاجتماعية المناسبة له اثاره السلبية على النمو العقلى للطفل وخاصة فى المراحل المبكرة كما ان تغير البيئة والانتقال الى بيئة جديدة غنية بالخبرات والمثيرات والتجارب له اثار ايجابية على هذا النمو
2- العوامل النفسية
تدل التجارب على ان الاطفال الذين حرموا من عطف الكبار الناضجين حولهم وازدادت حساسيتهم للامراض وانخفض مستوى الحيوية والنشاط بينهم بصفة عامة وتسمى هذه الظاهرة ظاهرة الافتقار او الحاجة الى رعاية او حضانة كبير ناضج وخاصة الى رعاية الام او اصابة الطفل بمرض معدى مثل الجذام الذى يؤدى الى تشوهات يشعر معها الطفل بالنقص والخجل من المجتمع واشمئزاز الناس منه فيدفعه الى العزلة عن المجتمع والحرمان من تنمية قدراته الذاتية وهذا من الاسباب المؤدية للاعاقة العقلية
ويذكر حامد زهران ان نقص الدافعية والخبرات الملائمة للنمو العقلى السوى والاضطراب الانفعالى المزمن فى الطفولة المبكرة غير السعيدة التى يعيش فيها الطفل يمكن ان تؤدى الى الاعاقة العقلية
ويؤكد فاروق صادق ان التخلف العقلى يمكن ان يكون ناتجا من الحرمان البيئي نتيجة القيود ومحددات معينة قاسية من ممارسة عدد معين من الخبرات الطفولية لكى يستطيع ان ينمو نموا عقليا واجتماعيا سليما ويجب ان يصل هذا الحرمان الى مستوى مستوى معين حتى نستطيع القول بانه ادى الى نقص كبير فى خبرات الطفل الفردية التى تؤدى الى النمو العقلى والاجتماعى وتكامل الشخصية بشكل سوى وقد يكون الحرمان حسى وهوالطفل من استخدام الحواس بطريقة سوية حيث تعتبر من اهم الات الادراك وهى ادوات الاتصال المباشر بين الانسان ونفسه وبين العالم الخارجى وبالتالى فالحواس تعتبر مصدرا هاما من مصادر المعرفة بعجز الانسان عن تنمية قدراته الذهنية بفقدها